[size=12]"حب الشباب هو بثور جلدية تظهر في سن البلوغ على الوجه أو الرقبة أو الصدر أو الظهر أو الأكتاف،
وتصيب الذكور والإناث على حد سواء، وقد يظهر حب الشباب ويختفي وحده دون
علاج أو آثار لاحقة، إلا أن هناك حالات تجب معالجتها وإلا تركت ندباً
(Scars) جلدية وآثاراً نفسية سيئة دائمة.
كيفية حدوث حب الشباب:
تنتشر في الجلد المسامات التي يخرج منها الشعر والعرق والدهن، ففي جراب
الشعرة follicule الموجود في الأدمة من الجلد تصب الغدد الدهنية إفرازاتها
الدهنية لتخرج مع الشعرة من المسامات الجلدية لتغطي الشعر والجلد بطبقة
دهنية رقيقة تمنع تبخر الرطوبة وجفاف الجلد.
أما في سن البلوغ فتزداد مستويات الهرمونات الذكرية في الذكور والإناث على
السواء، أو يزيد تحسس الغدد الدهنية لها، وعندما يصل هرمون التستوستيرون
testosterone إلى الغدد الدهنية الموجودة في الجلد يتم تحويله إلى الهرمون
الأقوى دايهايدروتستوستيرون Dihydrotestosterone بواسطة أنزيم5-alpha
reductase ويقوم هرمون دايهايدروتستوستيرون بزيادة حجم الغدد الدهنية
ونشاطها في الجلد، كما يزيد من تقشر الخلايا المبطنة لجراب الشعرة، الأمر
الذي يجعل من الخليط المكون من الدهون والخلايا سدادة تغلق فوهة جراب
الشعرة وتجعل الوسط مثالياً لنمو البكتيريا الدهنية التي تعيش على الدهون
الموجودة في جراب الشعرة .
تقوم البكتيريا Propionibacterium Acnes بتحليل الدهون الموجودة بواسطة
أنزيم ليبيز Lipase إلى أحماض دهنية fatty acids مهيجة تؤدي إلى احمرار
وحكة ثم صديد وانتفاخ جراب الشعرة محدثة بثوراً جلدية ذات رؤوس مفتوحة
سوداء اللون، سهلة العصر والتفريغ، ونادراً ما تكون التهابية non-
inflammatory Acne.... أما الرؤوس المغلقة البيضاء فيصعب عصرها وقد يؤدي
عصرها إلى التهابات جلدية Inflammatory Acne بسبب تمزق جدران جراب الشعرة
الملتهبة الضعيفة وإثارة ردود فعل مناعية موضعية بدرجات متفاوتة الشدة
والخطورة، وتكوين دمامل تترك ندباً في الجلد بعد اندمالها.
وللشعرة دور كذلك في زيادة الحالة سوءاً، فإن كانت الشعرة قصيرة وناعمة
فقد تحجز داخل جرابها مع الدهون والبكتيريا والخلايا المنتشرة المتلاصقة.
أما إذا كانت الشعرة سميكة وطويلة فقد تخفف من شدة الحالة.
مما سبق وصفه يمكن القول أن حب الشباب هو خلل يصيب وحدة جراب الشعرة،
ويشترك في هذا الخلل زيادة إفراز الغدد الدهنية، وخلل الانقسام القلوي في
جراب الشعرة، ونمو بكتيري موضعي، ورد فعل مناعي موضعي.
أسباب تهيج حب الشباب:
قد يهيج حب الشباب قبل الدورة الشهرية وفي خلال فترة الحمل؛ وذلك للخلل في
توازن الهرمونات الجنسية، وكذلك تناول أدوية تعمل على زيادة مستوى
الهرمونات التي لها طبيعة ذكرية، أو حبوب منع الحمل التي تحتوي على
بروحستين له صفات ذكرية، وكذلك بعض مواد التجميل والدهونات الجلدية، وقد
يؤدي ترطيب الجلد إلى تشرب الجلد للماء وانتفاخه مغلقاً المسامات الجلدية،
ومن ثم يحجز الدهون داخل جراب الشعرة. وهذا يفسر تهيج حَبَّ الشباب في
الجو الحار الرطب وتحسنه في الجو الجاف المشمس، وكذلك يزيد الحالة سوءاً
كل وضع يسد أو يؤدي إلى انسداد مسامات الجلد كالربطة حول الجبهة أو اتكاء
الذقن أو الخد على الكف، أو الملابس الخشنة غير النفاذة.
كما أن التعرض للمركبات الهالوجينية والأشعة فوق البنفسجية والدهون الحيوانية والمشتقات البترولية قد يسبب ما يشبه حَبَّ الشباب.
الأدوية التي تثير حَبَّ الشباب:
منها: الهرمونات الذكرية أو حبوب منع الحمل التي تحتوي على نورجسترل
Norgestral أو نورثندرون Norethindrone، ومركبات اليود أو البروم
والفينيتوين والهالوبيريدول Haloperidol ، والإيزونيازايد Isoniazide ،
والليثيوم، ومستحضرات الغدة الدرقية.
حب الشباب والغذاء:
لا يوجد ما يؤكد أن نوع الغذاء له علاقة بأسباب مرض حب الشباب ولا يعالج
حب الشباب باتباع حمية غذائية معينة، إلا أن بعض المرضى قد يجد أن نوعاً
من الأغذية يهيج حب الشباب عنده، فقد اكتشف أحد المصابين بحب الشباب بعد
37 عاماً من بداية الإصابة بحب الشباب أن تناول السكر يؤدي إلى تهيج حب
الشباب عنده بعد ثلاثة أيام من تناوله للسكر أو أطعمة أو مستحضرات تحتوي
على السكر، ومن الجدير بالذكر هنا أن حب الشباب قد يهيج أو يهدأ دون معرفة
الأسباب من قبل المريض.
لذا وبالرغم من انقسام الرأي حول علاقة نوع الغذاء بحب الشباب فإن زيادة
تناول الدهون وقلة الألياف والسكريات المكررة قد تؤدي إلى تهيج حب الشباب
.
علاج حب الشباب:
إن الهدف من المعالجة هو التحكم في المرض والتقليل من آثاره السيئة
الدائمة، وذلك بتنبيه المصاب إلى عدم التعرض إلى ما يسد المسامات الجلدية
من ملابس أو رطوبة وتجنب اتكاء الخد أو الجبهة أو الذقن على اليد أو
غيرها. ثم نصح المريض بعدم استخدام مستحضرات دهنية، كما ننصح بغسل الشعر
الدهني بالشامبو المناسب، وغسل الوجه بالماء الدافئ والصابون المناسب
مرتين إلى ثلاث مرات يومياً (لفتح المسامات). وعدم التعرض للمواد
الكيماوية أو الأجواء الملوثة بالمواد الكيماوية أو الزيوت المتطايرة من
مقالي المطاعم.
العلاج غير الدوائي:
النظافة الجلدية : يغسل مكان الإصابة بالماء الدافئ والصابون لإزالة
الطبقة الدهنية وفتح مسامات الجلد عدة مرات يومياً للوصول إلى جفاف جزئي
للبشرة دون المبالغة أو الوصول إلى جفاف كلي مهيج للبشرة.
ويستخدم الصابون العادي أو الطبي ولكن لا يستخدم الصابون الذي يحتوي على زيوت مرطبة للجلد .
كما يمكن استخدام المستحضرات التي تعمل على حك الطبقة الخارجية للجلد
لإزالتها، ولكن هذه المستحضرات لا تصلح لحب الشباب الالتهابي ذي الرؤوس
البيضاء؛ لأنه قد يزيدها سوءاً. وقد يفيد المصاب استخدام بعض أنواع الورق
المبلل بالكحول أو الأسيتون أو غيره لتنظيف البشرة من حين لآخر لمن لا
يتمكن من غسل وجهه عند الحاجة.