prencess الأعضاء المتميزون
عدد المساهمات : 44 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/06/2009 العمر : 33 جيجل
| موضوع: اللهجة الجزائرية يصعب فك شفراتها الأحد يوليو 19, 2009 11:05 pm | |
| قد يبدو لمعظم الجزائريين أن لهجتهم العامية سهلة الفهم ومسترسلة، لكن الواقع أن الكثير من الوافدين لهذا البلد يجدون أنفسهم أمام لهجة معقدة ذات أصوات غير مألوفة تجعل من لغة التخاطب مع عامة الناس صعبة، خاصة للوافدين من بلدان المشرق العربي أو لمن يحسنون الحديث باللغة العربية...
صعوبة الفهم لا تنحصر في الداخل بل تتعده عند زيارة الجزائريين لبعض الدول – خاصة الواقعة في المشرق العربي – أين يجد الجزائري نفسه غير قادر على إيصال فكرته عبر لغة تخاطبه، وهذا ما قد يلحظه البعض منا مثلا عند زيارة الوفود الجزائرية لأداء مناسك العمرة أو الحج، أين يجد السعوديين (رجال الجمارك أو الأمن أو العاملين في الفنادق والتجار) أنفسهم أمام لهجة صعبة تتطلب تدخل المشرفين على تلك الرحلات لترتيب وتنظيم الأمور أو عندما ترد اتصالات مباشرة بالحصص عبر مختلف الفضائيات من الجزائر، أين يجد المقدم صعوبة في تفسير ما يقوله الجزائريين.
اللهجة المحلية قد تخرج الأجانب عن طورهم، لكنها بالنسبة لكثير من الجزائريين عادية جدا، وليس هناك ما يستوجب الدهشة والحيرة كون في الجزائر الكل يتحدث بتلك الطريقة.. وما على المستمع إلى بذل القليل من الجهد وحينها ستتكشف له بالتأكيد المعاني.
وعلى عكس الجيران في المغرب وتونس يتحدث الجزائريون لهجة عامية تتضمن معاني تعد خليطا من العربية والأمازيغية باختلافها والفرنسية وأحيانا التركية والإسبانية وقد تتعدى لتشمل الإيطالية والإنجليزية في بعض المناطق، مما يصعب على معظم العرب سبر أغوارها. وهذه إحدى حقائق الحياة في الجزائر وهي شيء مألوف لدى جيران الجزائر في المغرب العربي ولكنها تعد اكتشافا جديدا بالنسبة لأحدث تدفق من الأجانب وبعضهم عرب من شرق البحر المتوسط والخليج، المنجذبين للاستثمار في الجزائر.
غير أن فهم العامية الجزائرية لن يكون سهلا، فعلى سبيل المثال للتعبير عن جملة وردت كمثال في بعض وسائل الإعلام : "سيارة دهست محمد وقد نقل إلى المستشفى"، تتحول في العامية الجزائرية إلى "محمد درباتو طوموبيل، داتو ديريكت لسبيطار".
السيارة هي توموبيل (تحوير اللفظ الفرنسي Automobile)، سبيطار هي المستشفى بالتركية، ودرباتو (تحوير ضربته) واللكنة هي لكنة أمازيغية.
وهذا مثال آخر: "هنا قوم الرّاببيد، لازم تبوجي باش تاكل الرُّوجي"، هكذا يصف الكثير من الشباب وقع الحياة بمزيج فالكلمة الأولى فصحى والرّاببيد (تحوير للفظ الفرنسي rapide الذي يعني سريع)، لازم بمعني يلزم، تَََْبوجي (تحوير للفظ الفرنسي bouger بمعنى يتحرك) باش بمعنى "لكي" بالعامية، تاكل تحوير تأكل، والروجي التسمية الفرنسية لسمك باهض الثمن، والمحصلة أن هناك الكثير من الأمثلة التي تكشف مدى الخلط الحاصلة في اللهجة العامية، الناجم عن مزج عدة مفردات من لغات ولهجات مختلفة.. اختلاف الحقب التاريخية التي مرت بالجزائر.
فقبل الاحتلال الفرنسي سنة 1830 م، كانت اللغة المتكلمة لهجات محلية، إما عربية أو أمازيغية، شفوية أساسا. وكانت اللغة العربية الفصيحة (الكلاسكية - لمسماة قرآنية -)، لغة كتابية وتستخدم أساسا في الاستعمالات الدينية. وقد كانت هذه الأخيرة منتشرة انتشارا واسعا نظرا لأن عددا كبيرا من السكان كانوا قد حفظوا القرآن عن ظهر قلب، إما كليا أو جزئيا. وكانت تدرس في كتاتيب قرآنية، ثم في المدارس والجامعات. وقد حذف الاستدمار تقريبا هذا التعليم واستبدله بتعليم اللغة الفرنسية التي اتسع استعمالها ليشمل مجموع التنظيم الإداري والاقتصادي للبلاد، فكانت اللغة الوحيدة لانفتاح البلد على العالم العصري طوال الاستعمار.
لقد أظهر التعريب منذ استقلال البلاد سنة 1962 م على إرادة السلطات الجزائرية في تجديد مكانة اللغة العربية، فلم يكن باستطاعة الأمر أن يتعلق سوى باللغة العربية الكتابية التي كانت باقي البلدان العربية قد استعملت نسخة منها معصرنة ومكثفة مع استخدامات لغة وطنية. ورغم أن تلك الإرادة كانت تبدو أكيدة لأسباب وطنية (استقلال ثقافي) ودينية (تتعلق بالإسلام)، فإن الواقع يكشف أن لا عربية سائدة ولا فرنسية رائدة، مما فسح المجال لسيادة اللهجة العامية الهجينة التي أصبحت القاعدة بينما العربية مجرد استثناء، وأضحت تستخدم في الشارع والإعلام ومراكز البحث العلمي بل وفى أقسام اللغة العربية نفسها بالجامعات.
اليوم يغض الجميع النظر على اللغة كونها من أهم عوامل تشكيل الأمم، وأنها وعاء الفكر وأداة التعبير والتواصل وأنها مستودع ذخائر الأمة ومخزونها الثقافي والتراثي..
إنها الوطن.. الذي يصنع الوجدان ويحرك التفكير ويترجم الإحساس، وهي الهم المشترك الذي حرك فينا الشعور بالمسؤولية لتسليط الضوء هكذا قضية تعتبر من أهم القضايا التي تاهت في دهاليز حقائق العصر والمعاصرة، وطرحت شكواها على شواهد المشهد الثقافي الجزائري.
ألا وهي الإشكالية الكبيرة المتمثلة في الاستساغة الفعلية لمدى فعالية وجود العامية الهجينة وانتشارها بين عامة أفراد المجتمع وتأكيد وسائل الإعلام على الرغبة في تفعيل وجود ذلك الكيان الطارئ على ساحة المشهد الثقافي الجزائري، وكأن الأمر ملهاة لاغرو في ممارستها لبعض الوقت ونسينا الأجيال التي حيناً بعد حين ستذوب على لسانها الناطق بالعربية الفصحى.. الروح الحية لهذه اللغة..
| |
|
star الأعضاء المتميزون
عدد المساهمات : 259 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/06/2009 العمر : 32 www.ctofislam.ahlamontada.com
| موضوع: رد: اللهجة الجزائرية يصعب فك شفراتها الإثنين يوليو 20, 2009 10:13 pm | |
| الجزاير بلد مليون و نصف قاع نشتيوها | |
|