prencess الأعضاء المتميزون
عدد المساهمات : 44 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/06/2009 العمر : 33 جيجل
| موضوع: الفرق بين الفعل و العمل ..................... الأربعاء يوليو 22, 2009 3:57 pm | |
| الفرق بين الفعل والعمل لنعتمد في الحصول علي الجواب من خلال اعتمادنا علي لغة القرآن قبل الاعتماد علي ما قاله المفسرون، فلندقق في معاني الكلمات الآتية: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) (الكهف 30)، فإذا فكرنا في عبارة (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) التي أتت جواباً لقوله تعالي: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) نستنتج بأن الله تعالي قد استخدم كلمة (أجر) لكل من أحسن عمله في الدنيا، ونحن في حياتنا العملية نعلم أن كلمة العمل إذا اقترنت بكلمة الإحسان التي تعني الإتقان في السنة عربية أخري، وتقترن عادة بكلمة الأجر (أجرة العامل) الذي يقابل عادة ما قام به المؤمن من عمل صالح خدمة لفرد من أفراد مجتمعه أو لمجموعة منهم. وكلمة الأجر (الأجرة) هذه التي تأتي عادة مقابل كل الأعمال تضعنا مباشرة في مجال أجور العمل الصالح الذي يؤديه الناس مقابل أجور اتفق عليها سلفاً، والآن دعونا ندقق في آيات أخري فيها وعد من الله تعالي للمؤمنين الذين قاموا من خلال حياتهم في الأرض بأعمال صالحة مقابل أجور قبضوها من مستخدميهم في الحياة الدنيا. كيف يعبر سبحانه عن ذلك في القرآن المعجز في سهولة الفهم والحفظ في الذاكرة: (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) (آل عمران 57)، ونلاحظ أن الله تعالي قد استخدم في تلك الآية أيضاً كلمة (أجورهم)، فإذا أحببنا أن نعلم كيف سيوفي سبحانه أجور العاملين والعمال من المؤمنين، هل ستكون نقداً أم عيناً؟ علينا أن ندقق في آيات أخري مثل قوله تعالي: (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأعراف 43)، ونلاحظ في الآية السابقة أن ورثة جنة الرضوان في الآخرة لا تكون إلا مقابل الأعمال الصالحة التي قام بها الإنسان وهو مؤمن، أي أن العمل الصالح مع الإيمان يكونان المبدأ والأساس لورثة جنة الرضوان كأجرة للمؤمن في مقابل مساهمته بعمله الذي كان مصدر رزقه علي بناء جنة المؤمنين في الأرض. حتي وراثة الأرض في الحياة الدنيا لا تكون إلا من قوم أصيب أفراده بالكسل والإهمال مع التوقف عن التفكير والإبداع والعمل المثمر الصالح لتكون من نصيب قوم آخر أفراده أنشط وأعلم كما حصل مثلاً للهنود الحمر القدماء الذي سلبت منهم أرضهم بإذن الله تعالي يورثها سبحانه للقادمين الجدد الذين قدموا إلي تلك الأرض من كل بقاع العالم ليعملوا فيها بنشاط أعمالاً صالحة ومفيدة للناس لا تنقطع في ليل أو نهار أو بحجة الأعياد ليبنوا علي أرضها حضارتهم التي هي جنتهم الأولي: (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء 105)، (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا) (الأحزاب 27)، ويرث المؤمنون منهم في مقابل ما عملوا وبنوا جنة الآخرة أجراً من ربهم الكريم: (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأعراف 43)، والسؤال هنا هو: (لكن أغلب الأمريكيين من النصاري الكافرين، فكيف يدخلون الجنة وهم ليسوا من المسلمين)؟، والإجابة بالطبع موجودة في القرآن العظيم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة 62)، أو كما قال سبحانه: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (المائدة 69)، أو قوله تعالي: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (الأنعام 48)، أو قوله سبحانه في موضع آخر (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأحقاف 13-14). فدخول الجنة سواء في الدنيا أو في الآخرة يكون دائماً مقابل عمل المؤمنين وليس مقابل عباداتهم وكثرة دعائهم وابتهالاتهم، لقد أفهمنا آباؤنا الدين مقلوبا ولم يذكروا لنا عن العمل أو الأعمال شيئاً، بل لم يفرقوا لنا بين الفعل والعمل أصلاً إلي هذا اليوم، ونتيجة ذلك التجهيل الذي كان وراءه بعض شياطين الإنس من الحاسدين الحاقدين تراه اليوم واضحاً وبيناً علي أرض واقعنا الحالي في البلاد الإسلامية والذي لا يسر إلا من كان عدواً لنا وللإسلام الذي تحول أبناؤه إلي شعوب مستهلكة لما تنتجه الشعوب الأخري القاطنة حولنا من جهات ثلاث (شرقا وغربا وشمالاً) دون أن نفكر كيف يمكن أن نتحول إلي شعوب منتجة مثل الآخرين، لنصنع بأيدينا علي الأقل كل احتياجاتنا اليومية من أدوية وملابس وأدوات، ثم نلتفت بعدها لصناعة الآلات والعربات والقطارات والسفن والطائرات ووسائل الاتصال والأسلحة المختلفة للدفاع عن أنفسنا وديارنا. أغلبنا اليوم ما زال في مرحلة الرعي والزراعة البدائية، وهذا لا يصنفنا اليوم في سلم الحضارة الفعلية بأكثر من تصنيف الهنود الحمر الذين كانوا في مثل حالنا قبل مئات السنين، ونحن إن بقينا نائمين كما نحن اليوم قي القرن الواحد والعشرين لن يكون مصيرنا أفضل من مصيرهم. فلسطين كانت البداية والجولان فقط كانت العضة الأولي من تفاحة سوريا والعراق هي التفاحة الحالية، فماذا ننتظر؟...لا يمكن أن نكون من الصالحين إن لم نصلح أنفسنا أولاً، ولن تصلح نفوسنا إن لم نصلح ديننا بالعودة إلي قرآننا المهجور ليس من أجل التغني به ولا من أجل كتابة الحجب بآياته، بل من أجل أن يكون منهجاً ونوراً الذي نستضئ به لتعلم علوم الدنيا قبل علوم الآخرة، ومن أجل بناء جنتنا الأولي علي أرضنا قبل أن يورثها ربنا لغيرنا نتيجة تواكلنا وكسلنا (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (الأعراف 42). يجب علينا أن نعترف أننا لسنا من المصلحين بدليل تحوله سبحانه عنا فلم يعد ينصرنا علي أعدائنا في كل معاركنا كما بدأ سبحانه أن يبدل نعمته الأولي من الاتحاد والصحة والعلم والقوة والغني إلي نقم التفرق والمرض والجهل والضعف والفقر التي سكنت واستقرت في بلاد المسلمين وأصبحت من الأمراض المستعصية فيها. وسنة الله تعالي في خلقه أنهم إذا بدأوا يفسدون في الأرض بعد إعمارها يسحب سبحانه في مقابل ذلك كل نعمه الأولي ويبدلها لهم إلي نقم أولاً، وإذا لم يعودوا إلي صراط ربهم وسبيله المستقيم في الأرض يدمرهم بعدها تدميراً كما حدث فيما نقرأه عن تاريخ الحضارات القديمة (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ* قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ* وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ* فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (النمل 84-52).
| |
|